رياضة دجابو عاش يتيما و«مشرّدا»، وبعزيمته انتفض كـ «طائر الفينيق» من تحت الرّماد..!
عبد المؤمن «دجابو» أو «ميسي» الكرة الجزائرية كما يلقّب بين أحبّاء «ثعالب الصحراء» أصبح اسمه على كلّ لسان في الجزائر أو في تونس وتحديدا بين أنصار فريقه الحالي النادي الافريقي بعد ثورته في «مونديال البرازيل» الاخير، حيث عزف أحلى سمفونيات الابداع أمام منتخب كوريا الجنوبية وتمكّن من تسجيل الهدف الثالث من جملة أربعة ولجت شباك الكوريين قبل أن يدخل إحتياطيا عند مواجهة المنتخب الالماني ليمضي على الهدف الوحيد للمنتخب الجزائري الشقيق الذي قدم عدّة دروس لـ «الألمان» في تلك المباراة التاريخية وهو ما عجز عنه لاحقا المنتخب البرازيلي الذي انحنى بسباعية كاملة ستبقى مدوّنة بالحبر الأسود في سجّلات الكرة البرازيليّة..
هدف «ميسي» الجزائر كان ثمنه سيارة «بورش كيان» أهداها له أحد رجال الاعمال الجزائريين كتكريم له على روائعه ضدّ الألمان، ومن ثمّة أصبح عبد المؤمن دجابو «الستار» الذي يشار له بالبنان في كلّ مكان..
بداية متعثّرة ومتاعب نفسية
لكن ما لا يعلمه عامة الناس أن هذا النجم الذي يرفل حاليا في نعيم الشهرة والمال وحياة الملوك كانت بداياته في عالم «الجلد المدوّر» متعثرة واعترضته شتى العراقيل خاصة وأنه حرم من حنان الابوة ولم ينطق بكلمة «بابا» بما أنّه تربّى يتيما بعدما توفي والده بعد سنة من ولادته وهو ما أتعبه نفسانيا وجعله يتوه وسط زحام الملاعب رغم موهبته التي يشهد بها القاصي والداني في مدرسة وفاق سطيف الجزائري، لذلك قرّرت إدارة النادي إعارته في موسم 2006 - 2007 الى فريق «مولودية العلمة» ليأخذ فرص لعب أكثر، فتألّق «دجابو» هناك قبل أن يعود الى وفاق سطيف ومنه انتقل الى «سيون» السويسري لكنه -على غرار أسامة الدراجي- لم يتأقلم مع الأجواء بسبب خجله المفرط فعاد بعد شهرين من حيث أتى..
التحدّي .. والحصاد..
هذه العودة لم تكن موفقة بحكم وفرة النجوم في سطيف، لذلك تمّت إعارته مجّدا الى اتحاد الحراش في موسم 2009 - 2010 فأبهر الجميع هناك ومن ثمة منحه المدرب عبد الحق بن شيخة الفرصة للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحلّيين سنة 2011 التي احتضنتها السودان أيام الثورة التونسية والذي توّج بها «نسور قرطاج» في خاتمة المشوار..
في ذلك «الشان» تألق «دجابو» وأدار إليه الرقاب، لكن ذلك لم يمنعه من دخول غياهب النسيان مجدّدا بعد أن تجاهله مدرب «ثعالب الصحراء» الجديد البوسني «وحيد خليلودزيتش» بتعلّة أن «الفنّان» دجابو يعاني من إشكالات بدنية..
هذا العذر لم يجعل لاعب الافريقي الحالي يرمي المنديل، بل دفعه الى صنع التحدي والعمل على كسب الرهان وهذا ما حصل لاحقا بعد أن أبدع عبد المؤمن أمام منتخب «سلوفينيا» وديّا، قبل أن يثور في «المونديال» الأخير ويرغم مدربه على إشراكه في تلك التجمع الكروي العالمي الذي استغله «دجابو» ليخرس أفواه كلّ المشكّكين ويفتح لنفسه صفحة جديدة عنوانها النجاح ليعوّض بالتالي تلك الايام التي عاشها يتيما و«مشرّدا» بين النوادي، لكنه بالعزمية انتفض كـ «طائر الفنينق» من تحت الرماد وهو ما أسعد عشاقه في الجزائر أو في النادي الافريقي.
الصحبي بكار